السبت، 21 ديسمبر 2013

القلم لسان اليد وترجمان العقل



القلم هو لسان اليد، وترجمان العقل، وهو الوسيلة التي سجلت بها العلوم والآداب والفنون المختلفة منذ أن عرف الإنسان كيف يكتب وكيف يسجل نشاطه العقلي ويكتب تاريخه وأفكاره علي جدران المعابد وعلي جريد النخل والحجارة المستدقة.

* ولقد مر القلم بالعديد من المراحل عبر العصور، من القلم البوصي إلي القلم الإليكتروني، وظهر العلم في العديد من الصور والأشكال وما صدر عنه من خطوط وكتابات في اللغات المختلفة، وتنساب العبارات والتراكيب والصور والأشكال المختلفة بسرعة اللمس .. ولقد تنوعت بذلك أشكال الخطوط وما يصدر عن أرباب الأقلام من علوم وآداب.
* والقلم قد يصدر منه كل علم نافع، و قد ينفث علي العكس السم الناقع .. كم تفنن القلم فأحدث لنا صفحات ومجلدات من العلم القيم و الأدب الرفيع و الفن الراقي .. وكم أعطانا من أفكار وجسد لنا من مشاعر وأحاسيس في أشكال أدبية رائعة معجبة ومطربة.
* قد يخط القلم كلمة فتؤمن الخائف، وتغيث الملهوف وتطمئنه أو تثير لواعج المحب الشجن .. قد ترتفع أنفاس الأقلام بالناس إلي الذري أو تنحط بهم إلي الثري .. إن رؤوس الأقلام مثل رؤوس الناس مملوءة بعلوم وآداب كثيرة ولا تكف تموج بالفكر.


* وللقلم مكانة عظيمة في الإسلام؛ فهو أول ما خلق الله تعالي، وهو الذي به كتب كل ما كان وما هو كائن وما سوف يكون إلي يوم القيامة، والقلم من أسباب التواصل بين البشر .. هو الذي كتب بأمر الرحمن الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان، وأقسم له بوسيلته حتى يتخذها معينًا، فأقسم بالقلم، والله عز و جل لا يقسم إلا بكل عظيم حتى يلفت أنظارنا إلي الخالق الذي أبدع كل شيء وأتقن صنعه وأحسن خلقه .. ومن هنا كانت عناية الإسلام بالقراءة، فنزلت أولي آيات القرآن الكريم علي رسولنا النبي الأمي تأمره - وتأمر أمته من بعده – بالقراءة:
﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
وفى واحتنا هذه يطوف القلم لينقل لنا من بساتين العلم والمعرفة والفكر والرأى ما شاء الله له أن يسطر .......
 


0 التعليقات:

إرسال تعليق